المكلبة المعلمة ، فقد علموها مما علمهم الله ، فالله هو الذي سخر لهم هذه الجوارح وأقدرهم على تعليمها. وهي لفتة قرآنية تصور اسلوب التربية القرآنية ، وتشي بطبيعة المنهج الحكيم الذي لا يدع لحظة تمر ولا مناسبة تعرض حتى يوقظ في القلب البشري الاحساس بهذه الحقيقة الاولى ، حقيقة ان الله تعالى هو الذي اعطى كل شيء. هو الخالق والمعلم والمسخر ، واليه يرجع الفضل كله في كل حركة وكسب وامكان يصل اليه المخلوق ، فلا ينسى المؤمن لحظة ان كل شيء من الله والى الله ، ولا يغفل المؤمن لحظة عن رؤية يد الله وفضله في كل عزمة نفس يخرج منه.
والله تعالى يعلم المؤمنين أن يذكروا اسم الله على الصيد الذي تمسك به الجوارح ، ويكون الذكر عند اطلاق الجارح ، اذ انه قد يقتل الصيد بنابه أو ظفره ، فيكون هذا بمثابة الذبح له ولا بد بالرجوع الى كتب الفقه في بيان التفصيل الكامل لحلية هذا الصيد.
(وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) ـ (وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)
فهو مختص بالحبوب وصحة الشراء منهم بعد أن كانت مقاطعة بينهم وبين المسلمين وبعد دخول النصارى واليهود في معاهدة المسلمين رفع الحذر وأجاز الشراء منهم واما نكاح أهل الكتاب فانه منسوخ بقوله عزوجل : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ)
وبقوله تعالى : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) وقيل كان المسلمون لا يتزوجوا بنات أهل الكتاب اذا أسلمن لسبقهن بالكفر فأمر الله بزواجهن بعد اسلامهن ، وعلى كل حال فزواج المسلم بنساء أهل الكفر مع بقائهن على كفرهن غير ثابت حقيقة والاحتياط لازم.
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) ان هذه التشريعات كلها