احكام الحلال والحرام كرجم الزاني وتحريم الربا وقتل النفس بالنفس وغير ذلك كثير.
ويبين لهم طبيعة ما جاء به هذا الرسول ، ووظيفته في الحياة البشرية وما قدر الله من أثر (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) .. (ويهدي الى صراط مستقيم)
وليس هناك أدق دلالة على طبيعة هذا الكتاب ـ القرآن المجيد ـ من أنه نور ، انها حقيقة يجدها المؤمن في قلبه ، وفي كيانه وفي حياته وفي رؤيته ، وتقديره للاشياء. يجدها بمجرد ان توجد في قلبه حقيقة الايمان ـ انه نور يضيء القلب ويشرحه ويوسعه ـ نور تشرق به كينونته. ويشرق كل شيء امامه فيتضح واقع الحياة السعيدة المنحصرة مع رضا الله تعالى وتنكشف له حقائق الامور على واقعها ، وتتجلى له الطريق المستقيم فيسلكها ، ويأمن بسلوكها جميع المخاوف والافزاع ، والبلايا والمصائب.
وبهذا النور واشراقه على القلب يزول الطين الثقيل وكثافة اللحم والدم ، وعرامة الشهوات الحيوانية ونزواتها. كل ذلك يزول ويذهب بمجرد اضاءة القلب بنور حقيقة الايمان. ويزول مع ذلك اللبس والغش في الرؤية ، والتأرجح والتردد في الخطوة ، والحيرة والشرود في الاتجاه ، كل أولئك يشرق ويضيء ويتجلى ويتضح الهدف ويستقيم الطريق اليه وتستقيم النفس.
لقد رضي الله الاسلام لعباده دينا ، وهو يهدي من يتبع رضوانه سبل السلام والامان وما أدق هذا التعبير وأصدقه انه (السلام) سلامة للفرد وللجماعة ، وللعالم أجمع اذا اتبعوه ، والتزموا بنظامه واخلصوا لله ولرسوله وأولياء أمره الذين طاعتهم كطاعته.