لا يعترف بان ما هم عليه دين ، ان القضية في الاسلام قضية الاعتقاد والايمان ، والاسلام يلزم المسلم أن يخلص سعيه كله للاسلام حتى يصدق عليه حقيقة انه مسلم. وكلما تحركنا في المعركة على هدى الله وتوجيهه ، فلم تتخذ لنا وليا الا الله ورسوله والذين آمنوا لا غير.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤))
البيان : ان اختيار الله تعالى للعصبة المؤمنة ، لتكون أداة القدر الالهي في اقرار دين الله في الارض وتمكين سلطانه في حياة البشر. وتحكيم منهجه في أوضاعهم وأنظمتهم. وتنفيذ شريعته في أقضيتهم وأحوالهم. وتحقيق الصلاح والخير والطهارة والنماء في الارض بذلك المنهج وبهذه الشريعة.
ان هذا الاختيار للنهوض بهذا الامر هو مجرد فضل من الله ومنته فمن شاء أن يرفض هذا الفضل وأن يحرم نفسه هذه المنة .. فهو وذاك ، والله غني عنه وعن العالمين ، والله يختار من عباده من يعلم انه أهل لذلك الفضل العظيم. (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
فالحب والرضى المتبادل هو الصلة بينهم وبين ربهم .. ولحب الله لعبده أمر لا يقدر على ادراك قيمته الا من عرف الله عزوجل من هو.
هو صانع هذا الكون الهائل ، وصانع هذا الانسان العجيب في أفكاره ومداركه وعقله الذي يلخص الكون الهائل وهو جرم صغير ، من هو هذا الخالق العظيم في قدرته وحكمته.
ومن هو هذا العبد الذي يتفضل الله العظيم عليه منه بالحب