عن أشياء لم يتنزل فيها أمر أو نهي ، وقد يلح في طلب أمور ليست هي محل ابتلائه ، وفي حديث أنس عن النبي ص وآله
(فو الله لا تسألوني عن شيء الا اخبرتكم به مادمت في مقامي هذا فقام اليه : الرجل. فقال : اين مدخلي يا رسول الله قال : (النار) وقام الثاني فقال : اين انا يا رسول الله. فقال ص وآله له : (في النار) وكانوا يسألونه عن آبائهم وقد يكونون أبناء زنا فلا يرغب بفضحهم.
لقد جاء هذا القرآن لا يقرر عقيدة فحسب ، ولا ليشرع شريعة فحسب ، ولكن كذلك ليربي امة وينشىء مجتمعا صالحا أخلاقيا ، وهو هنا يعلمهم ادب السؤال وحدود البعث والبحث.
لذلك نهى الله الذين يسألون عن أشياء يسوؤهم الكشف عنها ولذا قال عمر ابن الخطاب بعد ذلك : انا يا رسول الله حديثوا عهد بجاهلية وشرك والله أعلم من آباؤنا ...
(ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (١٠٣) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (١٠٤))
البيان : ان القلب البشري اما أن يستقيم على فطرته التي فطره الله عليها فيعرف الهه الحقيقي الواحد الأوحد الموجود بذاته الواجد لجميع الموجودات ، والمخلوقات ، ويعترف له بوحدة العبودية ، ويستسلم لشرعه وحده ، ويرفض ربوبية من عداه فيرفض أن يتلقى شريعة من سواه.
واما ان يستقيم القلب البشري على فطرته هذه فيجد اليسر في الاتصال بربه عزوجل ويجد البساطة في طاعته وعبادته ، ويجد الوضوح في علاقاته به.