عيسى (ع) ما رأوا فاذا هم يطلبون منه خارقة سخيفة من شأن الحيوانات التي همها بطونها ، وبها يشهدون بانه قد صدقهم في دعواه ،
واختلفت التأويلات في قولهم : (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) كيف سألوا بهذه الصيغة بعد ايمانهم بالله واشهاد عيسى (ع) على اسلامهم له ، بمعنى هل تملك أنت أن تدعو ربك لينزل علينا مائدة من السماء (قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
ولكن الاغبياء كرروا الطلب معلنين عن علته وما يرجونه من ورائه) قال عزوجل :
(إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ)
فهذا هو الجد اللائق بهؤلاء وبجلال الله عزوجل ، حتى لا يصبح طلب الخوارق تسلية ولهوا.
(وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (١١٦))
ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١١٧) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨))
البيان : ان الله تعالى يعلم ماذا قال عيسى (ع) للناس ، ولكنه الاستجواب الهائل الرهيب ، في يوم هائل رهيب ، وفي الاجابة عليه ما يزيد من بشاعة موقف المؤلهين له ويسرع الى التبرؤ المطلق : (ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ)