قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٥٨) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (١٥٩))
البيان : انه تهديد واضح وحاسم. فقد مضت سنة الله بأن يكون عذاب الاستئصال حتما اذا جائت الخارقة. ثم لم يؤمنوا بها المكذبون. والله سبحانه يقول لهم : ان ما طلبوه من الخوارق لو جاءهم بعضه لقضي عليهم بعده (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً ..).
انه مفرق الطريق بين اتباع الرسول ص وآله. وبين ترك العمل بما جاء به من ربه ان الوقفة الاولى للمسلم امام أية عقيدة ليست هي الاسلام بل هي وقفة المفارقة والرفض منذ اللحظة الاولى بمجرد التردد. وكذلك وقفته امام أي شرع او نظام يخالف شرع الله ونظامه لأن الاسلام دين اليقين والجزم وشرعه كذلك. يستحيل ان يجتمع مع التردد والتحير. وأمر هؤلاء الذين فرقوا دينهم شيعا ـ ليسوا على شيء من دين الاسلام ورسول الله ص وآله بريء منهم. فلا يكون الانسان مسلما حتى يعتقد يقينا جازما ان الاسلام هو الحق وما سواء بطل وضلال. وكذلك الحال في شرعه ونظامه.
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦٠) قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٦١) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٢) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣))
البيان : انه الاعلان الذي يوحي بالشكر ويشي بالثقة. ويفيض باليقين والجزم فالشكر على الهداية الى الصراط المستقيم. التي لا التواء فيه. وهو دين الله القويم. انه التجرد الكامل لله. بكل خالجة في