قد عرفوا ومن قد علموا انه لا يجوز قبول خبره. ولا تصديقه في حكايته ، ولا العمل بما يؤديه اليهم عمن لم يشاهدوه ، ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله ص وآله ، اذ كانت دلالته أوضح من أن يخفى ، وأشهر من أن لا يظهر لهم لو انهم حققوا ذلك.
وكذلك عوامنا اذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب على حطام الدنيا وحرامها واهلاك من يتعصبون عليه ، وان كان لاصلاح أمره مستحقا على من تعصبوا له وان كان للاذلال مستحقا فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل عوام اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقة فقهائهم ولا يجوز اتباع الا من وجدت فيه هذه الخصال.
(صائنا لنفسه حافظا لدينه. مخالفا لهواه. مطيعا لأمر مولاه فالعوام أن يقلدوه. وذلك لا يكون الا في بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم)
فان من يركب من القبايح والفواحش مراكب فسفة العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة لهم.
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ) ، فويل قاع في جهنم وقد كتب اليهود صفة مخالفة لصفة محمد ص وآله وقالوا لاتباعهم صفات محمد غير هذه الصفات فصدقوهم واستمروا على ضلالهم.
(وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٨٠))
من تلك الاماني التي ينخدع بها العوام أن الله اذا عذبهم سيعذبهم أياما ثم ينقلهم الى النعيم الخالد فلذا ترى كثيرا من العوام يستهينون بارتكاب الجرائم اعتمادا على هذه الخدعة التي يخدعهم بها ابليس اللعين أو يخدعهم بها علماء السوء وتجار الشهوات ، وأكاذيب المحتالين من علماء السوء ، وهي الاماني التي يلجأ اليها المنحرفون عن