كن فيكون) واذ ينتهي من عرض مقولة أهل الكتاب في ادعاء الولد والشريك لله سبحانه وتصحيح هذه المقولة وردها ، يتبعها بمقولة المشركين (لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ).
والذين لا يعلمون هم عبدة الاصنام الاميون : (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ). فلا فضل لأهل الكتاب من يهود ونصارى على عبدة الأصنام الاميين ، فالآيات لا تنشىء اليقين ، انما اليقين هو الذي يدرك دلالتها ويطمئن الى حقيقتها ويهيء القلوب للتلقي الواصل الصحيح.
(إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (١١٩) وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٢٠) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٢١))
يخبر الله عزوجل نبيه ص وآله بان اليهود والنصارى سيظلون يحاربونك ويكيدون لك ولا يرضون عنك الا ان تحيد عن الحق وتتخلى عن اليقين ، وتتبعهم في ضلالهم وباطلهم.
انها العقيدة الممقوتة التي ترى مصداقها في كل زمان ومكان ، هي معركة الحق والباطل والهدى والضلال ، والتوحيد والاشراك ، وعبادة الخالق العظيم ، أو عبادة المخلوق الحقير.
انها معركة العقيدة في صميمها وحقيقتها ، ولكن المعسكرين اليهود والنصارى اعداء الحق والاسلام يلونانها بألوان شتى ، في خبث وتورية.
انها معركة العقيدة ، وليست هي معركة الارض فقط .. انها الاهواء ان انت ملت عن الهدى الذي أتاك من خالق الكون ، هدى الله خسرت وأي خسارة بعد خسارة الايمان.