(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) والسير في الارض بعين مفتوحة. وقلب يقظ. والوقوف على مصارع الغابرين. وتأمل ما كانوا فيه وصاروا اليه. يستنتج أهل العقول منها منافع هائلة.
وأمام هذه الوقفة التي يقفهم اياها على مصارع الغابرين قبلهم. فلم تعصمهم قوتهم من المصير المحتوم. امام هذه الوقفة. ويحذرهم قوة الله الكبرى.
(وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ).
ان ما يرتكبه الناس من كفر لنعمة الله. ومن شر في الارض وفساد. ومن ظلم في الارض وطغيان. ان هذا كله لفظيع شنيع. ولو يؤاخذ الله الناس به. لتجاوزهم الى كل حي على ظهر هذه الارض. لفسدت الارض. ولأصبحت الارض كلها غير صالحة للحياة اطلاقا. لا لحياة البشر فحسب. ولكن لكل حياة اخرى. والتعبير على هذا النحو يبرز شناعة ما يكسب الناس وبشاعته وأثره المفسد المدمر للحياة كلها لو آخذهم الله به مؤاخذة سريعة :
(وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) يؤخرهم افرادا الى أجلهم الفردي حتى تنقضي أعمارهم في الدنيا. ويؤخرهم جماعات الى أجلهم في الخلافة المقدرة لهم حتى يسلموها الى جيل اخر. ويؤخرهم جنسا الى أجلهم المحدد لعمر هذا العالم. ومجيء الساعة الكبرى. ويفسح لهم في الفرصة لعلهم يحسنون صنعا.
(فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) وانتهى وقت العمل والكسب. وحان وقت الحساب والجزاء فان الله لن يظلمهم شيئا.