مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠))
البيان : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ ..) وهذا تهديد للمنحرفين عن المنهج القويم ـ اياك اعني واسمعي يا جارة ـ فليس المراد به صفوة الخلق وسيد النبيين ولكن لنعلم نحن ان الالتجاء لغير الله والخوف من سواه يحبط العمل ويحرقه كما تحرق النار الحصيد.
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) نعم ما قدروه حق قدره ولو قدروه لاستحال أن يرجوا سواه او يلتجئوا الى غيره وبيده أزمة الامور واليه يرجع الامر كله واذا قال للشيء كن فيكون.
(وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ) وكل ما يرد في القرآن المجيد. وفي الحديث من هذا القبيل انما هو تقريب للحقائق. التي لا يملك البشر ادراكها بغير هذا التعبير الذي يراد منه قدرته الباهرة. التي لا تتقيد بشكل. ولا تتحيز في حيز. ولا تتحدد بحدود.
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ...) ولا تذكر الصيحة الثالثة هنا صيحة الحشر والتجميع. ولا تصور ضجة الحشر وضجيج الزحام. لان هذا المشهد يرسم هنا في هدوء. (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) ارض التي تبدلت بأرضنا هذه. وانطمست الشمس والقمر وتعين انارتها بنور خالقها.(وَوُضِعَ الْكِتابُ) الحافظ لاعمال العباد. (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ) ليقولوا كلمة الحق التي يعلمون. (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ) فلا حاجة الى كلمة تقال. ولا الى صوت واحد يرتفع. ومن ثم تجمل وتطوى عملية الحساب والسؤال والجواب روعة المقام.