الْكافِرُونَ (١٤) رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧))
البيان : (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ). وهي كلمة الذليل البائس (ربنا) وقد كانوا يكفرون وينكرون ـ أحييتنا أول مرة ـ حين نفخت الروح في الموات. فاذا نحن أحياء. ثم أحييتنا الاخرى بعد موتنا. فجئنا اليك. وانك لقادر على اخراجنا مما نحن فيه (فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ).
(ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ) فهذا هو الذي يقودكم الى ذلك الموقف الرهيب.
(فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) موقف الحكم والاستعلاء على كل شيء في موقف الفصل الاخير.
(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ ..) آيات الله ترى في كل شيء في هذا الوجود (وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) فالذي ينيب الى ربه يتذكر نعم الله تعالى. ويتذكر فضله. ويتذكر آياته التي ينساها الجاهلون.
(فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) لا يرضى الكافرون من المؤمنين أن يخلصوا دينهم لخالقهم وأن يدعوه وحده دون سواه. فليمض المؤمنون في وجهتهم وليدعوا ربهم وحده وهم الفائزون.
(رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ) فهو سبحانه صاحب الرفعة والاستعلاء. وهو صاحب العزة والكبرياء. وهو الذي يلقي أمره المحيي للارواح والقلوب على من يختاره من عباده.
(لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) في هذا اليوم يتلاقى البشر جميعا. ولكن كل مشغول بنفسه لا يفكر الا بخلاصه من النار وغضب الجبار (يَوْمَ