كل انسان حيث ان نطفته تتكون من المآكل التي من الارض. وهذه المعجزة الخارقة آية من آيات القدرة. وايحاء بالصلة وثيقة. بين البشر. والنقلة الضخمة من جنس التراب الساكن الزهيد الى انسان حساس مفكر عظيم. انها نقلة تثير التأمل في صنع الله. وتستجيش الضمير لتوجهه الى حمد خالقه وشكره. وتحرك القلب لتمجيد الصانع العظيم المتفضل الكريم. ومن مجال الخلقة الاولى لنوع البشر الى مجال الحياة.
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (٢٢) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٤) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (٢٥))
البيان : الناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الاخر. وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين. وتدفع خطاهم. وتحرك نشاطهم بين الرجل والمرأة. ولكنهم قلما يتذكرون عناية الله بهم الذي خلقت لهم من أنفسهم أزواجا. وأودعت في نفوسهم هذه العواطف والمشاعر. وجعلت بينهم مودة ورحمة. وراحة للجسم والقلب. واستقرارا للحياة والمعاش. وانسا للارواح والضمائر. واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء.
والتعبير القرآني اللطيف الرقيق يصور هذه العلاقة تصويرا مثيرا. وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب. وأغوار الحس (لِتَسْكُنُوا إِلَيْها) (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).