الطريق للرجوع الى الله عزوجل التوبة النصوح. توبة قوامها شروط أربعة (الندم على ما مضى. والعزم على عدم العود الى عصيان الله ابدا. واعطاء المخلوقين حقوقهم بدون تفريط. وقضاء مافات من الواجبات). فاذا حصلت هذه الشروط الاربعة بدأ الانسان ببناء جديد. ويغفر الله له كل ما سلف من خطيئة.
(يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) انه لاغراء مطمع. وتكريم عظيم للتائبين. فقد ضم الله المؤمنين مع أشرف خلقه وسيد رسله محمد النبي ص وآله. ثم يجعل لهم نورا (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) نورا يعرفون به في ذلك اليوم المظلم العصيب الرهيب. وهم في رهبة الموقف يلهمون الدعاء (رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) هو علامة الاستجابة والقبول. ان المؤمن مكلف بهداية أهله كنفسه واصلاح بيته. فأهل البيت مع رب العائلة كالجسم مع أطرافه. فيستحيل أن يسلم الجسم اذا انعطب بعض أطرافه وكذلك الانسان مع أهل بيته.
ان الاسلام دين الاسرة. ومن ثم يقرر تبعة المؤمن في اسرته وواجبه في بيته. والبيت المسلم هو نواة الجماعة المسلمة. وهو الخلية التي يتألف منها ومن الخلايا الاخرى ذلك الجسم الحي في المجتمع.
ولابد من الأمّ المسلمة. فالاب المسلم وحده لا يكفي لتأمين القلعة فالمسؤولية عليهما.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) هذا أمر ينبغي أن يدركه الدعاة الى الاسلام وان يدركه كل عاقل يؤمن بيوم الحساب. ان أول الجهد ينبغي أن يوجه الى البيت الى الزوجة الى الام. ثم الى الاولاد. ثم الى بقية من استطاع هدايتهم وارشادهم.