وقال مجاهد : الذي واثق به بني آدم في ظهر آدم عليهالسلام. قال : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٧) : أى بما في الصدور.
قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ) : أى : بالعدل ، وهي الشهادة تكون عند الرجل. قوله : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا) : قال بعضهم : ولا يحملنّكم بغض قوم على ألّا تعدلوا. قال الكلبيّ يعني به قريشا الذين صدّوهم عن المسجد الحرام وصدّوا الهدي ، فأمر الله رسوله بالعدل فيهم ، ولم يكن أمر بقتال المشركين يومئذ عامّة.
قوله : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) : [أي فإنّه من التقوى] (١). قال : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (٨) (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (٩) : وإنّما ارتفعت لأنّ إضمارها : وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وفي الوعد لهم مغفرة ـ أى لذنوبهم ـ وأجر عظيم (٢) ، أى : الجنّة.
قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) (١٠) : أى أصحاب النار ، وهو اسم من أسماء أبواب جهنّم.
قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١١).
قال الحسن : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببطن نخل محاصرا غطفان ، وهو متقلّد سيفه ؛ فجاءه رجل كانت قريش بعثته ليفتك برسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : يا محمّد أرني سيفك هذا حتّى أنظر إليه ، فقال : هاكه. فأخذه فجعل ينظر إلى السيف مرّة وإلى رسول الله مرّة ، فقال : يا محمّد ، أما تخافني؟ قال : لا.
وقال بعضهم : ذكر لنا أنّها نزلت على نبيّ الله وهو بنخل في الغزوة السابعة ، فأراد بنو تغلب
__________________
ـ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ...) الآية.
(١) زيادة من ز ، ورقة ٧٩.
(٢) قلّما يتعرّض مؤلّف الكتاب في تفسيره لمسائل اللغة والإعراب ، وإذا فعل فبإيجاز. ومن أراد تفصيلا في هذا وزيادة بيان فعليه بكتاب معاني القرآن للفرّاء ، فهو العمدة في الموضوع بالنسبة للمفسّرين القدامى.