ذكروا عن الحسن أنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة إلّا رحيم ، قالوا : يا رسول الله ، كلّنا رحيم ، يرحم الرجل نفسه ويرحم ولده ، ويرحم أهله. قال : لا ، حتّى يرحم الناس جميعا (١).
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّما يضع الله رحمته على كلّ رحيم (٢).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : السبع المثاني فاتحة الكتاب (٣). غير واحد من العلماء قال : السبع المثاني هي فاتحة الكتاب. وإنّما سمّيت السبع المثاني لأنّهنّ يثنين في كلّ قراءة ، يعني في كلّ ركعة.
ذكر أبو زيد (٤) قال : كنت مع النبي صلىاللهعليهوسلم ليلة نمشي في بعض طرق المدينة ، ويدي في يده ، إذ مررنا برجل يتهجّد من الليل ، وهو يقرأ فاتحة الكتاب ، فذهبت أكلّم النبيّ عليهالسلام ، فأرسل يدي من يده وقال : صه ، وجعل يستمع ، فلمّا فرغ الرجل منها قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما في القرآن مثلها (٥).
__________________
" ٢٧٥٣" ، كلّهم يرويه عن سلمان مرفوعا. وأخرجه ابن ماجه مرفوعا أيضا عن أبي سعيد في كتاب الزهد ، باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة (٤٢٩٤) ، إلّا الجملة الأخيرة فإنّها لم ترد ـ فيما أعلم ـ إلّا في هذه الرواية هنا ، ولعلّها من قول سلمان نفسه.
(١) لم أجده فيما بين يديّ من المصادر.
(٢) لم أجده بهذا اللفظ : وشبيه بلفظه ومعناه ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب الجنائز ، باب البكاء على الميّت (٩٢٣) من آخر الحديث الذي رواه أسامة بن زيد : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
(٣) الحديث صحيح أخرجه ابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطّاب موقوفا. وأخرجه أبو الشيخ وابن مردوية عن أبي هريرة موقوفا كذلك. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب فاتحة الكتاب (١٤٥٧) عن أبي هريرة مرفوعا ، وأخرجه الترمذيّ عنه كذلك مرفوعا. وأخرجه الدارميّ وابن مردوية والحاكم في مستدركه مرفوعا عن أبي بن كعب. انظر السيوطي : الدر المنثور ج ٤ ص ١٠٤.
(٤) لم يبيّن المؤلّف من هو أبو زيد هذا. وهو واحد من ستّة أو سبعة من الأنصار كلّهم بهذه الكنية ، ذكرهم أبو عمر بن عبد البرّ في الاستيعاب ج ٤ ص ١٦٦٣ ـ ١٦٦٦ ، ولعلّه واحد من الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(٥) لم أجد هذا الحديث ولا سبب وروده فيما بين يديّ من مصادر التفسير والحديث.