عندك بارزة ، وأنّه لم يمنعني منك مانع ، ولم ينفعني عندك نافع من مال وبنين إلاّ أن آتيك بقلب سليم ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.
إنّ بعض الذنوب التي يقترفها المجرمون في غلس الليل دون النهار لئلا يعلم بها أحد ، ولم يعلموا أنّ الله مطّلع على جميع أسرار الناس وخفاياهم وما أضمروه.
٦٤
اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يورث النّسيان لذكرك ، ويعقب الغفلة عن تحذيرك ، أو يمادي في الأمن من مكرك ، أو يطمع في طلب الرّزق من عند غيرك ، أو يؤيس من خير ما عندك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.
من أفحش الذنوب ما يورث النسيان عن ذكر الله ، والأمن من عقابه ، ويصدّ الإنسان عن الله تعالى ، ويجعل طلب رزقه عند غيره.
٦٥
اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب لحقني بسبب عتبي عليك في احتباس الرّزق عنّي ، وإعراضي عنك ، وميلي إلى عبادك بالاستكانة لهم ، والتّضرّع إليهم ، وقد أسمعتني قولك في محكم كتابك : ( فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) (١) ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.
من الذنوب العتب على الله تعالى في تأخير رزقه عن العبد ؛ فإنّه يأخذ باللوم والعتب على الله ، وفي نفس الوقت يحيل ويتّجه نحو عباد الله ، ولا يطلب منه.
__________________
(١) المؤمنون : ٧٦.