يا مولاي ، أنت المعافي وأنا المبتلى ، وهل يرحم المبتلى إلاّ المعافي. مولاي
يا مولاي ، أنت الكبير وأنا الصّغير ، وهل يرحم الصّغير إلاّ الكبير. مولاي
يا مولاي ، أنت الهادي وأنا الضّالّ ، وهل يرحم الضّال إلاّ الهادي. مولاي
يا مولاي ، أنت الرّحمن وأنا المرحوم ، وهل يرحم المرحوم إلاّ الرّحمن. مولاي
يا مولاي ، أنت السّلطان وأنا الممتحن ، وهل يرحم الممتحن إلاّ السّلطان. مولاي
يا مولاي ، أنت الدّليل وأنا المتحيّر ، وهل يرحم المتحيّر إلاّ الدّليل. مولاي
يا مولاي ، أنت الغفور وأنا المذنب ، وهل يرحم المذنب إلاّ الغفور. مولاي
يا مولاي ، أنت الغالب وأنا المغلوب ، وهل يرحم المغلوب إلاّ الغالب. مولاي
يا مولاي ، أنت الرّبّ وأنا المربوب ، وهل يرحم المربوب إلاّ الرّبّ. مولاي
يا مولاي ، أنت المتكبّر وأنا الخاشع ، وهل يرحم الخاشع إلاّ المتكبّر. مولاي
يا مولاي ، ارحمني برحمتك ، وارض عنّي بجودك وكرمك وفضلك ، يا ذا الجود والإحسان والطّول والامتنان ، برحمتك يا أرحم الرّاحمين ، وصلّى الله على نبيّنا محمّد وآله أجمعين (١).
أبدى إمام العارفين في هذه المناجاة جميع ألوان التذلّل والخضوع إلى الله تعالى ، فقد ذاب من خشيته ، وآمن إيمانا لا يخامره شكّ بأنّ الكون كلّه خاضع لأوامر الله وإرادته فلذا التجأ إليه في جميع اموره وشئونه.
__________________
(١) مصباح الزائر : ٨٨ ـ ٩٠. مزار المشهدي ( مخطوط ).