وحوى هذا الدعاء الطلب من الله بتقوية النفس وذلك بثباتها في الأمور والعزيمة في الرشد وغير ذلك ممّا يعود إلى صلاح النفس ، ثمّ حوى هذا المقطع الثناء على الله وتمجيده وتعظيمه ويستمرّ الإمام في دعائه قائلا :
اللهمّ لك الحمد العظيم ، والمنّ القديم ، والسّلطان الشّامخ ، والحول الواسع ، والقدرة المقتدرة ، والحمد المتتابع ، الّذي لا ينفد بالشّكر سرمدا ، ولا ينقضي أبدا إذ جعلتني من أفاضل بني آدم ، وجعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويّا معافى لم تشغلني بنقصان في بدني ، ولا بآفة في جوارحي ، ولا عاهة في نفسي ، ولا في عقلي ، ولم يمنعك كرامتك إيّاي وحسن صنعك عندي ، وفضل نعمائك عليّ ، إذ وسّعت عليّ في الدّنيا ، وفضّلتني على كثير من أهلها تفضيلا ، وجعلتني سميعا أعي ما كلّفتني ، بصيرا أرى قدرتك فيما ظهر لي ، واسترعيتني واستودعتني قلبا يشهد بعظمتك ، ولسانا ناطقا بتوحيدك فإنّي لفضلك عليّ حامد ، ولتوفيقك إيّاي بحمدك شاكر ، وبحقّك شاهد ، وإليك في ملمّي ومهمّي ضارع ، لأنّك حيّ قبل كلّ حيّ ، وحيّ بعد كلّ ميّت ، وحيّ ترث الأرض ومن عليها وأنت خير الوارثين.
وحفل هذا المقطع بما أسداه الله على الإمام عليهالسلام من النعم والألطاف وتفضيله له على سائر الخلق ، وقد قدّم الإمام شكره الله على ما أسداه عليه من جزيل النعم ..
ويقول الإمام في دعائه :
اللهمّ لم تقطع عنّي خيرك في كلّ وقت ، ولم تنزل بي عقوبات النّقم ، ولم تغيّر ما بي من النّعم ، ولا أخليتني من وثيق العصم ، فلو لم أذكر من إحسانك إليّ ، وإنعامك عليّ إلاّ عفوك عنّي والاستجابة لدعائي حين رفعت رأسي بتحميدك لا في تقديرك جزيل حظّي حين وفّرته انتقص ملكك ، ولا في قسمة الأرزاق