اللهمّ ارزقنا قلبا خاشعا ، ويقينا صادقا ، ولسانا ذاكرا ، بالحقّ صادعا ، ولا تؤمني مكرك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تهتك عنّي سترك ، ولا تولّني غيرك ، ولا تقنّطني من رحمتك ، بل تغمّدني بفوائدك ، ولا تمنعني جميل عوائدك ، وكن لي في كلّ وحشة أنيسا ، وفي كلّ جزع حصنا ، ومن كلّ هلكة غياثا ، ونجّني من كلّ بلاء ، واعصمني من كلّ زلل وخطأ ، وتمّم لي فوائدك ، وقني وعيدك ، وأصرف عنّي أليم عذابك ، وتدمير تنكيلك ، وشرّفني بحفظ كتابك ، وأصلح لي ديني ودنياي وآخرتي وأهلي وولدي ووسّع رزقي ، وأدرّه عليّ ، وأقبل عليّ ، ولا تعرض عنّي ، فإنّك لا تخلف الميعاد.
اللهمّ ارفعني ولا تضعني ، وارحمني ولا تعذّبني ، وانصرني ولا تخذلني ، وآثرني ولا تؤثر عليّ ، واجعل لي من أمري يسرا وفرجا ، وعجّل إجابتي ، واستنقذني ممّا قد نزل بي إنّك على كلّ شيء قدير ، وذلك عليك يسير ، وأنت الجواد الكريم وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين ، وسلّم تسليما كثيرا (١).
وانتهى هذا الدعاء الجليل الذي هو من غرر أدعية إمام المتّقين ، وقد أبدى فيه جميع صنوف التذلّل والخشوع لله تعالى ، كما أبدى فيه أسمى صور التعظيم والتمجيد لله تعالى.
__________________
(١) مهج الدعوات : ١٢٦ ـ ١٣٣.