ومعظم أدعية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قد حفلت بتوحيد الله تعالى والثناء عليه ، وهي تحمل طابع الإخلاص والعبودية المطلقة لله الواحد القهّار ، فقد حكت أدعيته مدى تذلّله أمام الله ، وتضرّعه إليه ، ومعرفته به ، وهذه نماذج منها :
دعاؤه عليهالسلام
في توحيد الله والثناء عليه
الحمد لله أوّل محمود ، وآخر معبود ، وأقرب موجود ، البديء بلا معلوم لأزليّته ، ولا آخر لأوّليّته ، والكائن قبل الكون بغير كيان ، والموجود في كلّ مكان بغير عيان ، والقريب من كلّ نجوى بغير تدان ، علنت عنده الغيوب ، وضلّت في عظمته القلوب ، فلا الأبصار تدرك عظمته ، ولا القلوب على احتجابه تنكر معرفته ، تمثّل في القلوب بغير مثال تحدّه الأوهام ، أو تدركه الأحلام ، ثمّ جعل من نفسه دليلا على تكبّره عن الضّدّ والنّدّ والشّكل والمثل ، فالوحدانيّة آية الرّبوبيّة ، والموت الآتي على خلقه مخبر عن خلقه وقدرته ، ثمّ خلقهم من نطفة ولم يكونوا شيئا ، دليل على إعادتهم خلقا جديدا بعد فنائهم كما خلقهم أوّل مرّة ...
وحكى هذا المقطع مدى تعظيم الإمام عليهالسلام لله تعالى ، فقد نعته بهذه النعوت