قاهر رحيم كريم قيّوم ، وذلك عليك يسير ، وأنت أحسن الخالقين.
اللهمّ افترضت عليّ للآباء والأمّهات حقوقا فعظّمتهنّ ، وأنت أولى من حطّ الأوزار وخفّفها ، وأدّى الحقوق عن عبيده ، فاحتملهنّ عنّي إليهما ، واغفر لهما كما رجاك كلّ موحّد مع المؤمنين والمؤمنات والإخوان والأخوات ، وألحقنا وإيّاهم بالأبرار ، وأبح لنا ولهم جنّاتك مع النّجباء الأخيار ، إنّك سميع الدّعاء ، وصلّى الله على النّبيّ محمّد وعترته الطّيّبين ، وسلّم تسليما (١).
وانتهى هذا الدعاء الشريف الذي هو من غرر أدعية الإمام عليهالسلام ، وقد حفل بتوحيد الله تعالى ، وتنزيهه عن صفات مخلوقاته ، والتذلل أمام عظمته ، ورجاء مغفرته وعفوه وطلب مرضاته.
لقد عكف إمام المتّقين في جميع حياته على طاعة الله ، وعبادته ومناجاته ، وتعدّ أدعيته منهجا متكاملا لمعرفة الله ، والتذلّل أمامه.
__________________
(١) البلد الأمين : ٩٢ ـ ٩٤.