عرض الإمام عليهالسلام في هذا المقطع إلى سعة رحمة الله تعالى ولطفه وعفوه ، وأنّه لو لا حكمه بتعذيب الجاحدين لربوبيّته والمنكرين لتوحيده لما خلّد أحدا في نار جهنّم ، ولجعلها بردا وسلاما لجميع عباده ، ويقول الإمام متضرّعا إلى الله تعالى :
إلهي وسيّدي ، فأسألك بالقدرة الّتي قدّرتها ، وبالقضيّة الّتي حتمتها وحكمتها ، وغلبت من عليه أجريتها ، أن تهب لي في هذه اللّيلة وفي هذه السّاعة ، كلّ جرم أجرمته ، وكلّ ذنب أذنبته ، وكلّ قبيح أسررته ، وكلّ جهل عملته ، كتمته أو أعلنته ، أخفيته أو أظهرته ، وكلّ سيّئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين ، الّذين وكّلتهم بحفظ ما يكون منّي ، وجعلتهم شهودا عليّ مع جوارحي ، وكنت أنت الرّقيب عليّ من ورائهم ، والشّاهد لما خفي عنهم وبرحمتك أخفيته ، وبفضلك سترته ، وأن توفّر حظّي من كلّ خير تنزله أو إحسان فضّلته ، أو برّ نشرته ، أو رزق بسطته ، أو ذنب تغفره ، أو خطأ تستره ...
ويطلب الإمام في هذا المقطع من الله تعالى أن يعفو عنه ، ويشمله برحمته ومغفرته ورضوانه ، وأن تكون صحيفة أعماله خالية من كلّ ما يبعده عنه ، وأن يتفضّل عليه بالخير الذي ينشره على عباده ، والرزق الذي يبسطه عليهم ، ثمّ يأخذ الإمام بالتوسّل إلى الله تعالى قائلا :
يا ربّ يا ربّ يا ربّ ، يا إلهي وسيّدي ومولاي ومالك رقّي ، يا من بيده ناصيتي ، يا عليما بضرّي ومسكنتي ، يا خبيرا بفقري وفاقتي.
يا ربّ يا ربّ يا ربّ ، أسألك بحقّك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك ، أن تجعل أوقاتي في اللّيل والنّهار بذكرك معمورة ، وبخدمتك موصولة ، وأعمالي