تقديم
١
عنى الإسلام فيما قنّنه من أرصدة تربوية بتهذيب الإنسان في سلوكه وسائر صفاته وغرائزه النفسية ؛ ليكون مواطنا صالحا ينشد العدل ويقيم الحقّ ويسعى للاصلاح الشامل لنفسه وامّته ووطنه.
إنّ نظرة الإسلام للإنسان كانت شمولية وقائمة على الاستيعاب الكامل لشؤونه النفسية ومكوّناته الذاتية ، فعالجها بصورة موضوعية ودقيقة ، فوضع لها المناهج الكاملة التي تحسم عنه جميع ألوان الانحراف والسلوك في المنعطفات التي تهوي به إلى مستوى سحيق ما له من قرار.
٢
وتمتدّ مناهج التربية الإسلامية الخلاّقة إلى أعماق النفس ودخائل الذات فتطهّرها من الأنانية والكبرياء والدجل والنفاق وغيرها من الصفات الآثمة ، كما تعقد الصلة الوثيقة بينها وبين الله تعالى خالق الكون وواهب الحياة ، فتسمو بها إلى عالم النور ونكران