الذات ، ويتميّز الإنسان بذلك على سائر الكائنات الحيّة ويكون خليفة الله تعالى في أرضه.
٣
من المؤكّد أنّ التربية الدينية الواعية القائمة على الاسس السليمة إذا سادت في الأرض وعمّت الامم والشعوب فستنعدم عن الكون جميع أفانين الظلم والجور وتسود العدالة الاجتماعية بجميع صورها ومناهجها وتتوفّر لابن آدم المجهود المكدود جميع الحقوق التي أعلنتها وأقرّتها هيئة الامم المتّحدة وغيرها من المحافل الدولية ، كحقّه في الحياة وحقّه في الحرية والعمل والمساواة وغيرها من البنود في حقوق الإنسان.
٤
أمّا الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام فهو الدماغ المفكّر في الإنسانية وعملاقها العظيم الذي أحاط بدقائق الحياة وألمّ بطباع سائر الناس في جميع مراحل تكوينهم ، فوقف على ميولهم واتّجاهاتهم حتى صار كأحدهم ، وقد حكى ذلك بقوله :
« إنّي وإن لم أكن عمّرت عمر من كان قبلي ، فقد نظرت في أعمالهم ، وفكّرت في أخبارهم ، وسرت في آثارهم ؛ حتّى عدت كأحدهم ؛ بل كأنّي بما انتهى إليّ من أمورهم قد عمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم ، فعرفت صفو ذلك من كدره ، ونفعه من ضرره ».
وقد وضع الإمام عليّ عليهالسلام البرامج التربوية على وفق إحاطته الكاملة بما يسعدون وينعمون به.