ثم قران أصغر «هو اجتماع النيرين قبل دخول الشمس أول دقيقة من الحمل لكل سنة شمسية ، ودونه قران» (١) وهو مجاسدتهما في كل شهر عربي كرة.
فلمّا كان ذلك كذلك ، وجب أن يكون لكل كوكب من السبعة الأملاك خمسون ألف سنة ، من جملة الكور الأعظم ، والابتداء منها لزحل ؛ وكل كوكب منها يرافده ألف سنة إلى أن يفي العدد سبعة آلاف إلى القمر فيبدأ العدد في سبعة أخرى كذلك إلى القمر. وعلى ذلك إلى أن يفيء دوره خمسين ألف سنة.
وكذلك للمشتري خمسين ، وللمريخ خمسين ، وعلى ذلك إلى خمسين للقمر فيوفى الكور. وابتداء دور زحل يجري التبديل والتحويل ، فيعود البر بحرا ، والبحر برّا ، ويستحيل ما على وجه الأرض من المواليد ، ونحن نبين كيفية ذلك.
فلما كان الدور الأول الخمسين لزحل ، وكان على ما ذكرنا الحد من السبعة الأولة بألف منها ، وذلك بسبب استحجار الأرض من جميع نواحيها على ما قدمنا ذكره وصلابتها.
فعمدت العناية الإلهية بقصد العقول الإبداعية ، تأييد العاشر (٢) ومرافدته على ترتيب الفلك على ما بيّنا ، وجعلت زحل أعلى الكواكب ، إذ كان على وجه الأرض ومن فوقها عكسا لإثبات ما يراد إثباته ، وهو من تحت الأرض من أسفل الكواكب ، بعكس ما يراد عكسه ، وذلك لبرودته (٣) ويبسه
__________________
(١) سقطت الكلمات الموضوعة داخل قوسين من النسخة ج.
(٢) يريد المنبعث الثاني الذي هبط فانتظم عاشرا من العقول الانبعاثية ويقابله في عالم الدين الداعي المكاسر المكلف بجلب الأنفس المستجيبة إلى دعوة الحق الهادية.
(٣) لأن الأرض تجمع البرودة واليبوسة ، والبرودة جامعة للماء والأرض ، ومثل ذلك من الحدود الحجة الذي يجمع الولاية والسياسة والدعوة ، والدعوة الباطنة الجامعة للحجج والدعاة.