والفيلة ، وبقر الوحش وحمر الفرا ، وما كان في البحر من القروش وأشكالها. ثم بدأ الألف الخامس الذي يرافد الزهرة فيه زحل ، وظاهرها برودة ورطوبة ، وباطنها حرارة ويبوسة.
فابتدأت الأمطار معتدلة غير دائمة ، بل على أنواع موقتة باعتدال. لأن المياه قد كانت نضجت من على وجه الأرض بحرارة المشتري في ألفه شيئا ، وبحرارة المريخ ، وبحرارة الشمس كان انقضاؤه ، وجفاف الأرض في آخر ألفها.
وهبت الريح الغاذية في ألف الزهرة مع برودة معتدلة ، فنبتت الأشجار طيبة الروائح من جميع الرياحين ، وما شاكلها من العود والصندل وأمثاله ؛ وكذلك الفواكه اللذيذة ، والأزهار والأنهار من النجم والمرعى ، ودودة القز والنحل ، ودواب المسك والزباد.
ثم الحيوان القريبة المحللة مثل : الإبل ، والبقر ، والأغنام ، والخيل ، والحمير ، وجميع ما ينتفع به الإنسان ، مما هي للاغتذاء به ، والاستخدام بالطاعة والخشوع ، والخضوع ، والانقياد لقربه من النهاية الثانية ، ومناسبته في بعض طبائعه إذ هو جزء منه لأنّه معاده ، وإليه رجوعه ، ومآبه ؛ ومنه إصداره وإيراده.
ثم تكوّن الطائر على أنواعه ، وانتشر على الأرض ، وأكل من الثمار ، وحبوب النبات ، من النجم والأشجار. ثم انقضى هذا الدور بالسعادة المشوبة بضدها ؛ ثم ابتدأ الألف السادس ، المرافد فيه عطارد لزحل ، وهو سادس الأملاك ، قد جمع قوى الجميع.
وكان فعل زحل كالسلالة في الخلقة ، وفعل المشتري كالنطفة ، وفعل المريخ كالعلقة ، وفعل الشمس كالمضغة ، وفعل الزهرة كالعظام ، وفعل عطارد كاللحم الذي هو التمام.