وكثر هبوب الرياح في أول الألف السادس المحيية ، والغاذية ، الملحقة للنبات والشجر. فكثرت فيه الحبوب المغذية للبشر ، وكملت الأثمار ، والبذور والفواكه ، مقدمة ، لجميع الحيوان أغذية بقصد الناظر المدبر لذلك.
ثم ابتداء زحل وعطارد ، في تكوين الإنسان في ابتداء خلق البشر ، وهو ابتداء بعيد ، أصل للقريب ، على ما حكاه الكتاب الكريم بقوله : (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (١).
فأصل المواليد الثلاثة ظهورها من الماء والطين.
فلمّا كملت قوى الكواكب الخمسة من زحل إلى الزهرة في خمسة آلاف سنة ، فكانت أربعة جذور من بواطنها وظواهرها من كل جنس خمس قوى وذلك أن باطن زحل حار ، وحرارة ظاهر المشتري ، وحرارة المريخ ظاهر ، وحرارة ظاهر الشمس ، وحرارة باطن الزهرة.
فهذه خمس قوى حارة والجذر الثاني برودة ظاهر زحل ، وبرودة باطن المشتري ، وبرودة باطن المريخ ، وحرارة باطن الشمس ، وبرودة ظاهر الزهرة ، والجذر الثالث رطوبة باطن زحل ، ورطوبة ظاهر المشتري ، ورطوبة باطن المريخ ، ورطوبة باطن الشمس ، ورطوبة ظاهر الزهرة ، والجذر الرابع يبوسة ظاهر زحل ، ويبوسة باطن المشتري ، ويبوسة ظاهر المريخ ، ويبوسة ظاهر الشمس ، ويبوسة باطن الزهرة ، فحصلت الجذور الأربعة من قوى الخمسة ، والكواكب عشرون مجتمعة كامنة في نداوة الأرض في قعرها.
فلمّا كان عطارد السادس في الألف السادس ، وهو ممتزج باعتدال ،
__________________
(١) سورة ٣٦ / ٣٦.