جبير ومجاهد والحسن : هي قوله : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) [الأعراف : ٢٣] الآية.
وقال [مجاهد](١) ومحمد بن كعب القرظي : هو قوله لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ربّ عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم ، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ربّ عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنّك أنت أرحم الراحمين ، وقال عبيد بن عمير : هي أن آدم قال : يا رب أرأيت ما أتيت ، أشيء ابتدعته من تلقاء نفسي أم شيء قدّرته عليّ قبل أن تخلقني؟ قال الله تعالى : لا بل شيء قدّرته عليك قبل أن أخلقك ، قال : يا رب فكما قدّرته [علي](٢)(٣) فاغفر لي ، وقيل : هي ثلاثة أشياء الحياء والدعاء والبكاء ، قال ابن عباس : بكى آدم وحواء على ما فاتهما من نعيم الجنة مائتي سنة ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يوما ، ولم يقرب آدم حواء مائة سنة.
وروى المسعودي عن يونس بن خباب (٤) وعلقمة بن مرثد قالا : لو أن دموع [جميع](٥) أهل الأرض جمعت لكانت دموع داود أكثر (٦) حيث أصاب الخطيئة ، ولو أن دموع داود ودموع أهل الأرض جمعت لكانت دموع آدم أكثر حيث أخرجه الله من الجنّة.
قال شهر بن حوشب : بلغني أن آدم لما أهبط إلى الأرض مكث ثلاثمائة سنة لا يرفع رأسه [إلى السماء](٧) حياء من الله تعالى ، قوله : (فَتابَ عَلَيْهِ) : فتجاوز عنه (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ) : يقبل توبة عباده ، (الرَّحِيمُ) : بخلقه.
قوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً) ، يعني : هؤلاء الأربعة ، وقيل : الهبوط الأول من الجنة إلى السماء (٨) الدنيا ، والهبوط الثاني (٩) من السماء الدنيا إلى الأرض ، (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ) ، أي : فإن يأتكم يا ذرية آدم (مِنِّي هُدىً) ، أي : رشد وبيان شريعة ، وقيل : كتاب ورسول ، (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ، قرأ يعقوب : (فَلا خَوْفٌ) بالنصب [في](١٠) كل القرآن ، والآخرون بالرفع (١١) والتنوين (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) فيما يستقبلهم (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على ما خلفوا (١٢) ، وقيل : لا خوف عليهم [في الدنيا](١٣) ، ولا هم يحزنون في الآخرة.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٩) يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠) وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤))
__________________
(١) سقط من المخطوط والصواب إثباته ، فكلا القولين ورد عن مجاهد.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيد في المطبوع «قبل أن تخلقني» وهي غير موجودة في المخطوط ولا في «الدر المنثور».
(٤) في المطبوع «خطاب» وهو تصحيف.
(٥) زيادة في نسخ المطبوع.
(٦) زيد في المخطوط «من».
(٧) زيادة عن المخطوط.
(٨) في المخطوط «سماء».
(٩) في نسخة ـ ط ـ الآخر».
(١٠) في المطبوع «بالفتح».
(١١) في المطبوع «بالضم».
(١٢) في المطبوع «خلقوا».
(١٣) سقط من المخطوط.