وسعيد بن جبير : يثوبون (١) إليه من كلّ جانب ويحجّون ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : معاذا وملجأ ، وقال قتادة وعكرمة : مجمعا ، (وَأَمْناً) ، أي : مأمنا يأمنون فيه من إيذاء المشركين فإنهم كانوا لا يتعرّضون لأهل مكة ، ويقولون هم أهل الله ، ويتعرّضون لمن حوله ؛ كما قال الله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) [العنكبوت : ٦٧].
[٨٢] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل أنا علي بن عبد الله أنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة : «إن هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السموات والأرض ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرّفها ولا يختلى خلاه» ، فقال العباس : يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إلا الإذخر».
(وَاتَّخِذُوا) ، قرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر ، وقرأ الباقون بكسر الخاء على الأمر ، (مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) ، قال يمان : المسجد كله مقام إبراهيم ، وقال إبراهيم النخعي : الحرم كله مقام إبراهيم ، وقيل : أراد بمقام إبراهيم جميع مشاهد الحج مثل عرفة والمزدلفة وسائر المشاهد ، والصحيح : أن مقام إبراهيم هو الحجر الذي في المسجد يصلّي إليه الأئمّة ، وذلك الحجر الذي قام عليه إبراهيم عند بناء البيت ، وقيل : كان أثر أصابع رجليه بينا فيه فاندرس من كثرة المسح بالأيدي ، قال قتادة ومقاتل والسدي : أمروا بالصلاة عند مقام إبراهيم ، ولم يؤمروا بمسحه وتقبيله.
[٨٣] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل أنا مسدد عن يحيى عن (١) حميد ، عن أنس قال :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : وافقت الله في ثلاث ، أو وافقني ربي في ثلاث : قلت يا
__________________
[٨٢] ـ إسناده على شرط البخاري ، حيث تفرد عن علي بن عبد الله ، وهو المديني. جرير هو ابن عبد الحميد ، ومنصور هو ابن المعتمر ، ومجاهد هو ابن جبر ، وطاوس هو ابن كيسان ، يقال : اسمه ذكوان.
وهو في «شرح السنة» ١٩٩٦ بهذا الإسناد.
رواه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» ١٥٨٧ عن علي بن عبد لله بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ١٨٣٤ و ٢٧٨٣ و ٣٨٢٥ و ٣١٨٩ ومسلم ١٣٥٣ وأبو داود ٢٠١٨ و ٢٤٨٠ والترمذي ١٥٩٠ والنسائي (٥ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤) و (٧ / ١٤٦) وأحمد (١ / ٣١٥ و ٣٥٩) وابن الجارود ٥٠٩ والطبراني في «الكبير» (١٠٩٤٣ و ١٠٩٤٤) وابن حبان ٣٧٢٠ والبيهقي (٥ / ١٩٥ و ٩ / ١٦) من طرق من حديث ابن عباس ، بعضهم رواه مطولا ، وبعضهم مختصرا.
[٨٣] ـ إسناده على شرط البخاري ، تفرد البخاري بالرواية عن مسدد وهو ابن مسرهد ، يحيى هو ابن سعيد القطان ، وحميد هو ابن أبي حميد الطويل.
أخرجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» ٤٤٨٣ عن مسدد بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٤٠٢ والطحاوي في «المشكل» (٤ / ٨٢٥) وأحمد (١ / ٢٤ و ٣٦) وابن حبان ٦٨٩٦ والبغوي ٣٨٨٧ من حديث أنس.
وورد مختصرا من حديث أنس أيضا عند البخاري ٤٧٩٠ و ٤٩١٦ والترمذي ٢٩٥٩ و ٢٩٦٠ وابن ماجه ١٠٠٩ والدارمي (٢ / ٤٤).
(١) وقع في الأصل «بن» والمثبت هو الصواب.
__________________
(١) في المخطوط و ـ ط ـ «يأتون» والمثبت عن المطبوع والطبري (١٩٧١ و ١٩٧٦)