[أبي](١) كثير قال : حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«الرّبا سبعون بابا أهونها عند الله عزوجل كالذي ينكح أمّه».
(يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (٢٧٦))
. قوله تعالى : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا) ، أي : ينقصه ويهلكه ويذهب ببركته ، وقال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : يمحق الله الربا ، يعني : لا يقبل منه صدقة ولا جهادا ولا حجّا ولا صلة ، (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) ، أي : يثمّرها ويبارك فيها في الدنيا ويضاعف بها الأجر والثواب في العقبى ، (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ) ، بتحريم الرّبا ، (أَثِيمٍ) ، فاجر بأكله.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨))
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا) ،
ع [٣٣٢] قال عطاء وعكرمة : نزلت في العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما ، وكانا قد أسلفا في التمر ، فلما حضر الجذاذ قال لهما صاحب التمر : إن أنتما أخذتما حقّكما لا يبقى لي ما يكفي عيالي ، فهل لكما أن تأخذا النصف وتؤخرا النصف وأضعف لكما ففعلا ، فلما حلّ الأجل طلبا الزيادة فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنهاهما ، فأنزل الله تعالى هذه الآية فسمعا وأطاعا وأخذا رءوس أموالهما.
ع [٣٣٣] قال السدي : نزلت في العباس وخالد بن الوليد وكانا شريكين في الجاهلية يسلفان في الرّبا
__________________
رسول الله صلىاللهعليهوسلم لنا ، فالحديث إنما هو من قول كعب الأحبار وعبد الله بن سلام ، وربما أخذه عنهما بعض التابعين ، فجاء من بعدهم فركّبوا له أسانيد وجعلوه من كلام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويكفي في رد هذا الحديث وبيان بطلانه اختلاف الأئمة الأربعة وفقهاء الإسلام وكذا الصحابة في غير الأصناف المذكورة في الحديث ، فبعضهم جعل علة الربا في الكيل مطلقا وآخرون جعلوا علة الربا الوزن وآخرون جعلوا العلة في ما يقتات إلخ ، هذا وقد وهم الألباني حيث اغتر بكثرة طرقه فذكره في «الصحيحة» (١٨٧١) وقد أجاد الشيخ أبو إسحاق الأثري حيث ذكر طرقه كلها وشواهده وانتقدها واحدا واحدا وحكم ببطلانه موافقا ابن الجوزي راجع «منتقى ابن الجارود» (٦٤٧).
الخلاصة : ذهب أبو حاتم الرازي وأبو زرعة والعقيلي وابن عدي وابن حبان وابن الجوزي ، وكذا الناقد الذهبي إلى وهن هذا الحديث ، وعدم صحته ، ورجّح العقيلي والبيهقي والدارقطني وابن الجوزي كونه من كلام كعب الأحبار ، كما تقدم والله تعالى أعلم ، وهو غير صحيح من جهة المعنى ، فالزنا مطلقا أشد من الربا بمرات ، كما تقدم عن ابن الجوزي وغيره ، فهذا هو الحق إن شاء الله تعالى.
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
ع [٣٣٢] ـ ضعيف. عزاه المصنف لعكرمة وعطاء ، وإسناده إليهما في أول الكتاب وذكره الواحدي في «أسباب النزول» (١٨٤) عن عكرمة وعطاء بدون إسناد ، وليس بصحيح. فلو صح لرواه المفسرون مسندا موصولا.
ع [٣٣٣] ـ ضعيف. أخرجه الطبري ٦٢٥٦ وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في «الدر» (١ / ٦٤٦) عن السدي مرسلا وفيه «رجل من بني المغيرة» بدل «خالد بن الوليد» وهذا ضعيف لإرساله ، والسدي ذو مناكير. وذكره الواحدي في «أسباب النزول» (١٨٥) بدون إسناد بهذا اللفظ والمرفوع منه أصله في الصحيح ، وسيأتي.