وهذا الإشكال هو ، الّذي دعا صاحب الكفاية «قده» (١) ، كي يقرب إمكانية انقسام القطع الموضوعي إلى ، قطع موضوعي صفتي ، وإلى قطع موضوعي طريقي ، فاستعمل عبارتين في مقام تصوير الصفتي ، في مقابل الطريقي. كلتاهما غير تامة.
١ ـ العبارة الأولى : هي أنّ القطع والعلم نور في نفسه نور لغيره.
وحينئذ يكون فيه حيثيّتان.
أ ـ الحيثيّة الأولى : أنّه نور في نفسه.
ب ـ الحيثيّة الثانية : أنّه نور لغيره.
وحينئذ : فتارة يؤخذ القطع في موضوع الحكم بلحاظ الحيثيّة الأولى ، وهذا هو القطع الموضوعي الصفتي.
وتارة أخرى ، يؤخذ القطع في موضوع الحكم ، بلحاظ الحيثية الثانية ، وهي كونه نورا لغيره ، وهذا هو القطع الموضوعي الطريقي.
إلّا أنّ هذا الكلام يحتاج إلى تمحيص ، إذ صحيح أنّ العلم نور في نفسه ، ونور لغيره ، إلّا أنّ مقصودهم من هذه العبارة ، وهي كونه نور في نفسه ، يعني أنّه ظاهر بذاته للنفس ، ومقصودهم من كونه نورا لغيره ، يعني أنّه مظهر لغيره.
وتوضيحه : هو أنّ الأشياء تظهر للنفس وتحضر لديها ، «بالعلم» ، فمظهرها ومنوّرها هو العلم ، وأمّا نفس العلم فيحضر بنفسه للنفس ، لا بمحضر له ، ولهذا يعبر عنه بأنّه معلوم بالعلم الحضوري ، كالحب والبغض وغيره من الصفات النفسية التجريدية ، لكن هو مظهر لغيره دون الحب وأمثاله.
__________________
(١) كفاية الأصول : الخراساني ، ج ٢ ، ص ١٩ ـ ٢٠.