كالصفّار ككتّان ؛ لأنّه يصفر لريبة ، فهو وجل ان يظهر عليه ، وبه فسّر بعضهم قولهم « اجبن من صافر » ( و ) الصافر ( طير جبان ) ينكس راسه ويتعلق برجله ، وهو يصفر خيفة ان ينام فيؤخذ ، وبه فسّر بعضهم قولهم « أجبن من صافر » ويقال أيضا : أصفر من البلبل » (١).
فها هي المعاجم تارة تذكر بعض المعاني للمثل ، وأخرى تشير إلى بعض معانيه إشارة ، وكل ذلك تذكرة عند الصفير بمعنى المكاء ، مع أنّ المثل يحتمل معان أخرى كما سترى. ولذلك أفرد السيّد علي خان المثل ، وجمع فيه وجوه شرحه بعد أن فرع من ذكر المادة اللغوية واستعالاتها الحقيقية والمجازية وبعد أن ذكر الكتاب والأثر والمصطلح ، فقال :
|
« أجبن من صافر » هو كل ما يصفر من الطير ؛ وهو ما يصاد منها دون ما يصيد. أو هو الطائر المسمّى التّنوّط والصّفاريّة. أو هو الداخل الذي يصفر بالمرأة للرّيبة ، وإنما يجبن لخوفه ان يعلم به فيفتضح. أو هو فاعل بمعنى مفعول ؛ أي الذي إذا صفر به هرب. |
فجمع كل المعاني للمثل دون إرباك ولا تعقيد ، ولا تطويل ولا اخلال ، على أنّ المثل وشروحه موجودة في كتب الأمثال ، لكن المعاجم غفلت أو تغافلت عنها فلم تذكر إلاّ ما مرّ عليك مقتضبا مشوّشا.
فهذا هو المنهج الاولى والتقسيم الإجمالي لكل فصل من فصول الكتاب.
وقد وضح السيّد المصنف عن منهجه في خطبة الكتاب بقوله :
|
« وأمليته حاويا للفصيح ، والثابت الصحيح ، والآحاد والمتواتر ، |
__________________
(١) تاج العروس ١٢ : ٣٣٥.