كان من منهج السيّد المصنّف في إلمامه بمفردات لغة الضّاد واستعمالاتها ووجوه تصرّف كلماتها ، أخذه المعاني والمفردات التي لم تذكر في معاجم اللغة من كتب شتّى ، ككتب التفسير وشروح الحديث وغريب الأثر ، وكتب الأمثال والطبّ والحيوان والبلدان وغيرها من الكتب ، واستدراك ما فات على أرباب المعاجم ذكره.
على أننا لا ننكر أن تكون تلك المستدركات ربّما وجدت في كتب لغويه أخرى غير المعاجم المتداولة ، لكننا بالتتبع والاستقصاء لم نجدها إلاّ في مظانها التي سنذكرها ، وبالتالي فإنّ ما نصبو إليه بالدرجة الأولى هو بيان امتياز كتاب « الطراز الاول » على باقي امهات المعاجم من حيث السعة اللغوية والشمولية والاستقصاء في الجمع وذكر أكبر قدر استطاعه مما لم يذكروه.
* ففي مادة « سوأ » قال : « ساءه سوءا ـ بالفتح ـ وسوءا وسواء وسواءة ، وسوائية ، وسواية ، وسوأى ، ومساءة ، ومسائية ، ومساية : فعل به ما يكره ، وغمّه ، فاستاء هو ، فهو مستاء ».
فها هنا عدّ السيّد المصنف السّوأى من مصادر « ساء » ، مع أنّ المعاجم اقتصرت على التصريح بأنّها اسم مصدر لا مصدر.
وحين رجعنا إلى « الكتاب » من مادة « سوأ » وجدنا السيّد المصنف يشرح الآية العاشرة من سورة الروم وهي قوله تعالى ( ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى ) بمعاني اسم المصدر. ثمّ قال : أو هي مصدر كالبشرى وصف به العقوبة مبالغة ، وأيّد