وأمّا « ذمأ عليه » فكلونه بمعنى شقّ ، وإنّما أصله أن يتعدى بنفسه.
والذي ذكرته عامة المصادر والمعاجم اللغوية في مادة « ذمأ » من هذه المعاني هو قولهم : ذمأ عليه ـ كمنع ـ ذما : شق عليه ، أي المعنى الاخير فقط.
ففي اللسان « ذمأ » قال : رأيت في بعض نسخ الصحاح ذمأ عليه ذمأ : شق عليه (١). وعلى هذا اقتصر في العباب والقاموس والافعال لابن القطاع (٢).
وإذا رجعت إلى مادة « ذمى » من المعاجم وجدت كل هذه المعاني التي ذكرها السيّد المدني موجودة فيه ولها وجه صحيح في الهمز لكنهم لم يذكروها الا في المقصور. انظر على سبيل المثال في ذلك التهذيب ١٥ : ٢٧ والمحيط للصاحب ١٠ : ١١٢ ـ ١١٣ ، واللسان والقاموس والصحاح والافعال للسرقسطي ١ : ٦٠٩ ، ولابن القطاع ١ : ٣٩٦.
لكنّ الانصاف أنّ ذكر هذه الافعال في المهموز بهذا الترتيب وبلغاتها من فتح عين الفعل وكسرها ، وبيان وجه تعدية الفعل « ذمأ » بـ « على » مما لم يوجد في معجم من معاجمهم ، فالسيّد المصنف تتبّع لغات الهمز ، وذكرها في الهمز ، ولم يقتصر كما فعلوا على إيرادها مقتضبة في المقصور.
* وفي مادة « سوأ » قال : « وأسوأ إسواء : أحدث ».
ومعاجم اللغة خالية عن هذا الحرف في مادة « سوأ » اذ لم يذكروا هذا الفعل ولا مصدره ولا معناه ، وإنما ذكروا الفعل « اسوى » في المقصور دون مصدره ثمّ ذكروا معناه. مع أن الهمز صحيح منصوص عليه من كلام العرب.
__________________
(١) وهي غير موجودة في الصحاح المطبوع.
(٢) انظر العباب ١ : ٥٩ القاموس المحيط ١ : ١٦ ، الافعال لابن القطاع ١ : ٣٩٩.