كما في معجم القراءات القرآنية (١) ، وكل هؤلاء ممن يحتج بكلامهم من ارباب الكلام في العصور المتقدّمة.
وأمّا كون مضارعه من باب « نصر » مضموم العين ، فهو اللغة الثالثة التي أرسلها السيّد المصنف إرسال المسلّمات ، وهم لم يذكروها في معاجمهم ، مع أنّه قد وردت بها قراءة من قراءات العرب ، فلا حجة لهم في عدم ذكرها.
ففي تفسير أبي السعود : وقرئ « ولا تَخْسِروا » بفتح التاء ، وضمّ السين وكسرها ـ يقال : خسر الميزان يخسره ويخسره ـ وبفتح السين أيضا (٢) ... فصرّح بأنّ الفعل مثلث عين المضارعة.
وفي البحر المحيط : وقرأ الجمهور ( وَلا تُخْسِرُوا ) من أخسر ، أي أفسد ونقص ... وبلال بن أبي بردة وزيد بن عليّ « تخسر » بفتح التاء ؛ يقال خسر يخسر وأخسر يخسر بمعنى واحد كجبر وأجبر ، وحكى ابن جنّي وصاحب اللوامع عن بلال فتح التاء والسين مضارع خسر بكسر السين ... وقرئ أيضا تَخْسُرُوا بفتح التاء وضمّ السين (٣) ...
وبعد وجود التصريح بصحة ورود قراءة عن العرب بضم عين المضارعة لا معنى للتخطي عن ذكر هذا المضارع المضموم العين ، فمن هنا ذكر السيّد المصنف أن مضارع « خسر » مثلث العين في المضارع (٤).
* وفي مادة « طزر » قال : « طزره طزرا ، كنصر : دفعه بلكز ؛ عن ابن الأعرابي ».
__________________
(١) انظر معجم القراءات القرآنية ومآخذه في هذه القراءة ٧ : ٤٥.
(٢) تفسير أبي السعود ٨ : ١٧٧.
(٣) البحر المحيط ٨ : ١٨٩.
(٤) وانظر ما ذكرناه سابقا من أخذه من كتب التفسير واستدراكه ما فات على اللغويين منها.