في اللغتين جميعا بالفتح ، ولم يكسروا في الاثنين وهاءوا في الجمع ... قلت [ والقول للازهري ] : فهذه جميع ما جاء من اللغات في « ها » بمعنى « خذ » انتهى. مع أنك ترى بعثرة اللغات المنقولة وتداخلها بعضها بالبعض ، وأنّ المنقول بعضها وليس كلّها.
وهكذا بقية معاجم اللغة فأنّها ذكرت بعض اللغات دون بعض ، ذكرتها متداخلة مبعثرة ، حتّى أنّ المحققين ربّما اشتبهوا في ضبط لغة وتمييزها عن أختها الأخرى ، لعدم استقصائهم اللغات وعدم التمييز في السرد والعرض بينها ، فيخلطون لغات « هأ » بلغات « هاء » بلغات « ها » وكلّها بمعنى « خذ » ، وكما يخلطون بين لغات هذه اللغات الثلاثة التي بمعنى « خذ » يخلطون بينها وبين « هاء » التي بمعنى هات.
انظر ذلك الارتباك والخلط والنقص في عرض هذه اللّغات في القاموس (١) والتاج (٢) والعباب (٣) والمصباح (٤) والصحاح (٥) ومفردات الراغب (٦) والتكملة والمحيط (٧) واللسان (٨) والعين (٩) ، وقارن ما ذكروه بما ذكره السيّد المصنف ، فسترى أجمعيته واستقصاءه للغات مع حسن العرض والتفصيل بالامثلة التي تسهل
__________________
(١) القاموس ١ : ٣٦.
(٢) تاج العروس ١ : ٥١٧ ـ ٥١٨.
(٣) العباب ١ : ٢٠٤.
(٤) المصباح المنير : ٦٤٤.
(٥) الصحاح ١ : ٨٤ ـ ٨٥.
(٦) المفردات : ٥٤٩.
(٧) والمحيط ٤ : ٩٤ ـ ٩٥.
(٨) اللسان ١ : ١٨٨.
(٩) العين ٤ : ١٠٢.