وعبارته واضح في أنّه يخصّ لغة « الكرثأة » بالهاء والفتح بالنبت الملتف ، جمعا لظاهر عباراتهم في مادة « كرثأ » غافلا عن انها مبدلة من مادة « كرفأ » التي صرّحوا فيها بانّ لغة الهاء والكسر اعني « الكرثئة » واردة بمعنى السحاب وقيض البيض أيضا ، وأنّ الهاء فيها للوحدة.
ففي مادة « كرفأ » من التهذيب ، قال : أبو عبيد ، عن الأصمعي : الكرفئ واحدتها كرفئة ، وهي قطع متراكمه من السحاب ، وهي الكرثئ أيضا بالثاء (١).
وفي الصحاح : الكرفئ السحاب المرتفع الذي بعضه فوق بعض ، والقطعة منه كرفئة. ونقلها عنه في اللسان والتاج.
وفي لسان العرب : الكرفئ : قشر البيض الاعلى ، والكرفئة قشرة البيضة العليا ...
والكرفئ من السحاب مثل الكرثئ.
واستدركها الزبيدي على القاموس في مادة « كرفأ » فقال : الكرفئة قشرة البيض العليا اليابسة.
وقال أبو الفرج في الأغاني : قال الأصمعي : الكرفئة وجمعها كرفئ : قطع من السحاب بعضها فوق بعض (٢).
فتصريحاتهم هذه تدل على أنّ « الكرفئة » بالافراد واردة بمعنى السحاب وقيض البيض أيضا ، وأنّ الهاء للافراد ، وأن الجمع هو الكرفئ ، وبما أنّ الثاء مبدلة عن الفاء ، فيكون حكمهما واحد ، وقد التفت السيّد المصنّف إلى ذلك وقرّره ، مستفيدا من الإبدال ، وقرّر المعاني على ما هي عليه وأحسن تفصيلها ، في حين اننا لا نجد ذلك في المعاجم إلاّ بشقّ الأنفس.
__________________
(١) التهذيب ١٠ : ١٩٣.
(٢) الاغاني ١٥ : ٩٣.