وإنّما عد كل ذلك مجازا لأنّ حقيقة الشيخ هو من أسنّ وانتهى شبابه ، وابتداء الشيخوخه من اربعين أو خمسين أو احدى وخمسين إلى الثمانين ، أو إلى آخر العمر ، فاستعماله في الكبير قدرا والاستاذ والعلماء والقضاة وغيرها ، كل ذلك يكون من المجاز.
* وقال في مادة « فأد » : « ومن المجاز : أنشدنا من بنيات فؤاده ، أي من شعره ». وهذا المجاز لم يذكروه في مظنه ، أي في مادة « فأد » وهو مذكور في قول عمر : دعوا أبا عبد الله [ خوات بن جبير ] يتغنّى من بنيات فؤاده (١) ، يعني من شعره.
* وفي مادة « حذر » قال : « ومن المجاز : نزل به حذره ، ما كان يحذره ويخافه ».
* وفي مادة « حصر » ذكر عدة مجازات فقال : « حصرت الشيء : استوعبته ضبطا فلم أغفل منه شيئاً.
وحصرت الغرماء في المال : أصله حصرت قسمة المال في الغرماء ؛ لان المنع لا يقع عليهم ، بل على غيرهم من مشاركيهم لهم في المال ، ولكنه جاء على طريق القلب ؛ كما يقال : ادخلت القلنسوة في رأسي (٢).
وعدد محصور : معلوم الكمية. وهو كثير يتجاوز الحصر : أي لا يمكن ضبطه عدّا ».
* وفي مادة « صدر » ذكر استعمالات عديدة مجازية لمعنى الصدر ، منها ما ذكروه غير منبهين على أنّه من المجاز ، مثل قوله : الصدر من الكتاب والكلام : مقدمه ، ومن النهار وغيره : أوله ، وذهب صدر من الشيء : طائفة منه.
ومنها ما لم يذكروه اصلا فذكره السيّد في المجاز ، مثل قولهم : الصدر الاول ،
__________________
(١) تاريخ دمشق ٢٥ : ٤٨٣ ، والسنن الكبرى ٥ : ٦٩.
(٢) فإن أصله « أدخلت رأسي في القلنسوة » ولاحظ ما قلناه من إفاداته وآرائه الخاصّة.