وباع في المعاني والبديع والبيان ، وما عنده من العلوم ، وما له من رحلات ومشاهدات وأسفار ، وهذا ما لا يلحظ عند الآخرين من أصحاب المعاجم ، فكان رحمهالله يتعامل مع اللغة بروح استنباطية ، ولغة احتوائية ، مستخرجا المعاني الجديدة من أشعار الفصحاء ودواوينهم ، حتّى أنّه ربما استفاد من اشعار العباسيّين ومن كتب شروح الحديث والادعية والزيارات ، وهذه خصوصية من خصائص طراز سيدنا المصنف.
ولا يمكنني ان انسى صلتي بالسيّد المترجم له أيّام دراستي لكتاب الصمدية ـ تاليف والد الشيخ البهائي ـ فكنت شأن كل طالب مبتدئ مولعا بكتب الشروح ، وقد وقفت على شرح السيّد علي خان على الصمدية ضمن الشروح التي رأيتها لكني أدركت ومنذ الوهلة الأولى بأن هذا الشرح أعلى من مستواي بكثير ولا يمكنني الاستفادة منه فاكتفيت بالشروح الاخرى.
ثمّ وقفت بعد ذلك على كتاب آخر للمترجم له إسمه « أنوار الربيع في أنواع البديع » فكان هو الآخر يرشدني إلى سعة اطلاع المؤلف بالبديع ، وبكل علوم العربية ، ولغاتها وأساليبها.
وحين دققت في كتابه « رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين » وجدت المصنّف بحرا لا ساحل له ، وعملاقا إماما لغويّا لا يطاول وسبّاقا لا يشق له غبار وكم تمنيت لو أنّه كان قد كتب شرحا لنهج البلاغة.
واليوم كان كتاب « الطراز » ملتقانا الجديد ، نأمل أن نوفق لإكماله وإتمامه ، أو الاكتفاء بنشر وتحقيق الموجود منه.
فقمنا أولا بتصوير نسخ الكتاب من المكتبات ، ثمّ رسم خطة متكاملة للعمل فيه ، فبدأنا أولا بمقابلة ما صورناه من النسخ مع بعضها ، ثمّ عرض مواد الكتاب على