وقد اتبع محمّد بن تميم البرمكي هذا المنهج في كتابه المنتهى (١) ، إذ نظر إلى الحرف الذي تبتدي به الكلمة وراعى الحرف الثاني إذا كان اللفظ ثلاثيا ، والثالث إذا كان رباعيا ، والرابع إذا كان خماسيا.
ومما تجدر الإشارة إليه هنا ، هو أنّ البعض قد يتصور أنّ الزمخشري هو مبتكر الأبجدية الحديثة ، لكنّ هذا تسرع في القول ، إذ سبقه أبو عمرو الشيباني ومحمّد بن تميم البرمكي وآخرون.
نعم ، إنّ الزمخشري كان هو الأول ممّن أفرد المجاز عن الحقيقة ، والكناية عن التصريح ، ودوّن اللغة في عقد منظومة.
إنّ القدامى لم يكونوا يستسيغون هذا المنهج الأبجدي ، لأنّ فاء الكلمة غير ثابتة في موضعها ، وكانوا يرجّحون ترتيب معاجمهم على ( لام الفعل ) لثبوته ، لكنّ الباحثين الجدد استساغوا هذا المنهج ورجّحوه على ما سبق لسهولته ، وقد اتبع هذا المنهج ـ غير الشيباني في كتاب الجيم ، والبرمكي في كتاب المنتهى ، والزمخشري في الاساس ـ والفيوميّ في المصباح ، والرازي في مختار الصحاح ، ولو يس معلوف في المنجد ، ومجمع اللغة العربية في المعجم الوسيط ، والخوري الشرتوني في أقرب الموارد ، وغيرهم.
__________________
(١) صنف هذا الكتاب عام ٣٩٧ ه ومنه نسخ في المدينة انظر ( فهرست مكتبة كوير يلي رقم ٦٥١١ / ٢ ).