قال ابن جني في الخصائص :
|
أما كتاب العين ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباع الخليل ، فضلا عن نفسه ، ولا محالة أنّ هذا التخليط لحق هذا الكتاب من قبل غيره ، وإن كان للخليل فيه عمل فإنّما هو أنّه أومأ إلى عمل هذا الكتاب إيماء ، ولم يله بنفسه ، ولا قرّره ولا حرّره ، ويدلّ على أنّه قد كان نحا نحوه أنّني أجد فيه معاني غامضة ونزوات للفكر لطيفة ، وصنعة في بعض الأحوال مستحكمة ، وذاكرت به يوما أبا علي فرأيته منكرا له. فقلت له : إن تصنيفه منساق متوجّه ، وليس فيه التعسف الذي في كتاب الجمهرة ، فقال : الآن إذا صنّف إنسان لغة بالتركية تصنيفا جيدا أيؤخذ به في العربية! أو كلاما هذا نحوه (١). |
أمّا الزّبيدي في مختصر العين فقد وضّح سرّ كثرة الأغلاط في العين بقوله :
|
« وذلك أنّا قلنا في صدر الكتاب ونحن نربأ بالخليل عن نسبة الخلل إليه أو التعرض للمقاومة له ، بل نقول : إنّ الكتاب لا يصحّ له ولا يثبت عنه ، وأكثر الظنّ فيه أنّ الخليل سبّب أصله ، وثقّف كلام العرب ، ثمّ هلك قبل كماله ، فتعاطى إتمامه من لا يقوم في ذلك مقامه ، فكان ذلك سبب الخلل الواقع فيه والخطأ الموجود فيه. هذه لفظتنا نصا ، وقد وافقنا بذلك مقالة أبي العباس أحمد بن |
__________________
(١) السيوطي في المزهر ١ : ٧٩ عن الخصائص ٣ : ٢٨٨.