الجانب الأول :
يشترك المعصومون (ع) ـ فيما يبدو ـ في معظم الصفات وجلها وخصوصا بالنظر إلى الجانب التشريعي ، وكذا لا يبعد التكوين أيضا وإن كان التفاوت في الثاني أوضح وأجلى. حيث ورد عن الرسول الأعظم (ص) (أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل أدم بألفي عام ..) وكقوله تعالى في الحديث القدسي (يا محمد خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين من سنخ نوري) وبضميمة الرواية القائلة (أنم نور واحد) ، وبناء على القاعدة (أن التشريع من لوازم التكوين بالمعنى الأعم) بمعنى أن الولاية التشريعية من قبيل (ففوض إليه أمر دينه) أو (المفوض إليه دينه) هي إحدى مفردات الولاية التكوينية .. ولكن بالمعن الأعم أي كما أن للمعصوم القدرة على أن يبري الأكمه والأبرص ويحي الموتی ويخلق ويدير الكون (بإذني) كذلك له القدرة في التحليل والتحريم (ففوض إليه دينه).
ونذكر هنا ـ بإيجاز ـ شيئا عن هاتين الولايتين :
• الولاية التشريعية للمعصوم (ع) :
وهذه الولاية مستفادة من مجموعة من النصوص کالرواية الواردة والمتواترة في كتب الحديث كالبحار وغيره (إن الله أدب نبيه بآدابه ففوض إليه دينه) ورواية (المفوض إليه دينه) ، وكذا يسري الأمر في بقية المعصومين عليهم السلام وذلك أيضا مستفاد من الروايات كما في معن إحدى الروايات أن الله جل وعلا فوض للبي أمر دينه وأن النبي (ص) فوض أمر الدين لنا ، وكذا (أن لأولهم ما لآخرهم).