ناداني وأخي ، فذهبنا نحوه وجدناه يتصبب عرقا وقال لنا : أذهبا وناما واعلما أني لن أموت وسأشفى من هذا المرض.
فتحيرنا من كلامه هذا ، وفي الصباح كان قد شفي من المرض تماما ولم يبق للمرض عليه أثر وجمع وسائل الاستشفاء وذهب إلى الحمام وقد منعنا خجلنا من سؤاله عن سبب شفائه وعدم موته. وقد وقعت هذه الحادثة في الليلة الأولى من شهر محرم الحرام عام ه.
ومع اقتراب موسم الحج قام بتصفية حساباته وإصلاح أعماله وهيأ مقدمات ومستلزمات سفر الحج وتحرك مع أول قافلة إلى الحج وقد رافقناه لوداعه في (حديقة الجنة) الواقعة على بعد فرسخ من شیراز وقضينا الليل معه هناك.
فقال لنا : لم تسألوني عن سبب عدم موني وشفائي من مرضي ، وسأخبركم بنفسي :
في تلك الليلة حلت منيتي وكنت أنازع سكرات الموت فرأيت نفسي في منطقة اليهود وأزعجتني الرائحة السيئة المنبعثة منهم وهول مشهدهم وعلمت أي إذا مت فسأكون معهم. فتوسلت إلى الله وأنا في تلك الحال فسمعت نداء يقول لي : هذا محل تاركي الحج. فقلت أين توسلي بسيد الشهداء وخدماتي له وفجأة تحول المنظر المهول إلى منظر مسر وقال لي : قبلت جميع خدماتك وتشفع لك سيد الشهداء عليه السلام وزاد في عمرك عشر سنوات وأخر موتك لتحج الحج الواجب. وقد أخبرتكم بذلك لأبي عازم إلى الحج الآن.
بعد عشر سنوات من تلك الحادثة وقبل أن يحل شهر محرم عام ه مرض والدي مرضا بسيطا وقال لنا : ليلة أول شهر محرم هي موعد موتي ، وبالفعل كما قال ففي شهر محرم الحرام رحل عن الدنيا (رحمة الله عليه).