وبعد ذلك يمكن القول :
إن التهكم وغيره ـ مما ذكر ـ لا يكفي لرفع اليد عن الأحكام الإلهية الثابتة والأساسيات الإعتقادية.
وللتوضيح :
إن التهكم ونحوه لا يكفي في رفع اليد عن الأساسيات الإعتقادية وما يرتبط كما. وحيث أن (البراءة) من أعداء الله تعالى من الأساسيات فلا يصح رفع اليد عن ذلك لتهكم أو نحوه ، والقضية لا تنحصر في (زيارة عاشوراء) بل ترتبط بمجمل (خط البراءة) ولو تنازلنا عن زيارة عاشوراء لوجب أن نرفع اليد عن كل ما يتعلق بالبراءة ، مثلا : لا يصح لنا أن نعتقد بأحقية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة لأنه خلاف الوحدة ولا يصح لنا أن نعتقد بعلم الأئمة (ع) بالغيب لأنه يوجب التهكم ، ولا يصح لنا أن نقول ب (حلية زواج المتعة) لأنه يوجب تفريج من البعض ضدنا .. وهكذا ... ولن يصل خط التنازل هذا إلى حد ، إلا بالتخلي عن كل الأسس الإعتقادية وقد قال الله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وقال (حتى یردوکم عن دینکم إن استطاعوا).
وبناء عليه :
لم نجد في كتب الفقه أو كتب الأصول واللذان (الفقه ، والأصول) يمثلان أساس الفكر الديني والاستنباط الشرعي ، ما يجعل التأملات السابقة ـ من التهكم وغيره ـ مرجحا لرد حكم أو الإعراض عن رواية ، ولا يمكن التمسك بدعوى من دون دلیل ، فيلزم على المدعي إقامة الدليل على دعواه ، وإلا فنضرب بالدعوى عرض الحائط.