الله عليه وآله أفضل الكائنات وسيّد البرايا «فدنى فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى دنواً واقتراباً من العليّ الأعلى»، وقال عليّ عليهالسلام «أنا عبد من عبيدمحمد صلىاللهعليهوآله» أي المأمور بطاعته صلىاللهعليهوآله.
بل مفاده نظير ما رواه الفريقين عن النبيّ صلىاللهعليهوآله «عليّ منّي وأنا من عليّ» و«حسين منّي وأنا من حسين» وهو يحتمل أوجه من المعاني، منها: إنّ الغرض والغاية من خلق بدن الرسول صلىاللهعليهوآله في النشأة الدنيوية وابتعاثه لا يكتمل إلّا بالدور الذي يقوم به عليّ وفاطمة عليهما السلام من أعباء إقامة الدين وايضاح طريق الهداية، نظير قوله تعالى النازل في أيام غدير خم يوم تنصيب النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام إماماً (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)(١) فقد جعل تبليغ الرسالة مرهوناً بنصب عليّاً إماماً ليقوم بالدور الذي يلي النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وكذا قوله تعالى (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(٢) وهو أيضاً نزل في أيام غدير خم، فَرِضَي الربّ بالدين مشروط بما أقيم في
__________________
(١) المائدة/ ٦٧.
(٢) المائدة/ ٣.