ذلك اليوم حيث يئس الكفار من إزالة الدين الإسلامي والقضاء عليه، لأنّ القَيّم على الدين وحفظه لن ينقطع بموت النبيّ صلىاللهعليهوآله بل باقٍ ما بقيت الدنيا.
ونظير قوله تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ)(١) فجعل الرسالة في كفّةٍ، ومودّةُ الرسول صلىاللهعليهوآله في كفّةٍ معادلة؛ وقال تعالى: (مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ)(٢) و(مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا).(٣)
فكانوا هم السبيل إليه تعالى والمسلك إلى رضوانه وأنّ الدور الذي قامت به فاطمة عليهاالسلام من ايضاح محجّة الحق وطريق الهداية في وقت عمّت الفتنةُ المسلمينَ ولم يكن من قالع لظلمتها ودافع للشبه إلّا موقف الصدّيقة الطاهرة عليهاالسلام.
فقد كان ولايزال حاسماً وبصيرة لكلّ المسلمين ولكلّ الأجبال؛ إذ هي التي نزلت في حقّها آية التطهير والدهر وهي أمّ أبيها، إذ الأمومة للرسول صلىاللهعليهوآله وهو مقام لايقاس به الأمومة للمسلمين، وهي روح النبيّ
__________________
(١) الشورى/ ٢٣.
(٢) سبأ/ ٤٧.
(٣) الفرقان/ ٥٧.