صلىاللهعليهوآله الذي بين جنبيه، فكلّ هذه الآيات والأحاديث النبويّة لم تزل حيّة وغضّة في آذان المسلمين.
وهذا المعني للحديث حينئذ يقرب من مفاد قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(١) أي: ليعرفون ثم يعبدون وذلك بوساطة هداية الرسول والدين الحنيف بإقامة الأئمة عليهمالسلام له بعده صلىاللهعليهوآله.
الثاني: الوجه الفلسفي
قد حُرّر في علم المعقول تعدّد الغاية، فمنها غاية نهائية ومنها غايات متوسطة، كما قد حرّر أنّ العلل الغائية تكون بحسب مقامٍ متعاكسةً بحسب مقام آخر.
ولنمثّل بذلك مثال يوضح هذا الأمر، فقد يقول القائل: إنّي أذهب إلى المدرسة لكي أتعلّم، وإنّي أتعلّم لكي أحصّل على الشهادة العيا، كما يصحّ من هذا القائل قوله: لولا ذهابي للمدرسة لما تعلّمتُ ولولا تعلّمي لما حصلتُ على الشهادة العليا، كما يصحّ منه القول: لولا الرغبة للحصول على الشهادة العليا لما تعلّمتُ ولما ذهبتُ إلى المدرسة.
فالحاصل من قول هذا القائل ليس مفاده أفضلية الذهاب إلى المدرسة من التعلّم، ولا أفضلية التعلّم من الدرجة العلمية الفائقة في حصول
__________________
(١) الذاريات: ٥٦.