الشهادة، بل هذا التعليل هو بيان لدور وتأثير الغايات المتوسطة من دون أن يعني ذلك كونها غايات نهائية.
فما يوهمه ظاهر هذا الحديث من كون فاطمة عليهاالسلام علّةً غائيةً نهائيةً وراء النبيّ صلىاللهعليهوآله ليس بمراد، بل حاصل ما يعنيه أنّها عليهاالسلام من الوسائط التي بمثابة غايات شريفة تتلو الغاية النهائية في المقام.
الثالث: الوجه العرفاني
ومحصّله هو التنويه بالذات النورية للخمسة أصحاب الكساء، وأنّ بذواتهم النورية اشتّق اللّه خلق بقية المخلوقات وهو نظير ما ورد في روايات الفريقين، «أول ما خلق اللّه نور نبيّك يا جابر» وفي رواية أخرى العقل، وفي لسان القرآن: الماء، لقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)(١) فهو نظير الروايات الواردة في اشتقاق النور.
وقد أسند اللفظ في صدر هذه الرواية، وجُعل الشرط في الشرطية الأولى ذات النبيّ صلىاللهعليهوآله الشريفة لا خلقته، والمراد بها ذاته النورية التي هي من عالم الأمر، أي المخلوقة بالمعنى الأعم لا المعنى الأخص كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: (لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)(٢) وقوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ
__________________
(١) الأنبياء/ ٣٠.
(٢) الأعراف/ ٥٤.