شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(١) فالمخلوقات على قسمين: من عالم الأنوار، ومن عالم التراب والمادة الغليظة وهي النشأة الدنياوية.
ففي الشرطية الأولى جُعلتْ ذاته النورية واسطة لفيض خلق الأفلاك، وفي الشرطية الثانية جُعلتْ ذات عليٍّ النورية واسطة فيض لخلق البدن الجسدي للنبيّ صلىاللهعليهوآله وفي الشرطية الثالثة جُعلتْ ذات فاطمة النوريةُ واسطة فيض لخلق بدن النبيّ صلىاللهعليهوآله وبدن الوصيّ. فالتعبير في الحديث في غاية الدقّة والظرافة، حيث لم يُسند في الشرطية الثانية ولا الأولى ولا الثالثة، ولم يُجعل الشرط في كلّ منها خلق الثلاثة الأطهار، بل جعل ذواتهم النورية وجعل الجزاء في الشرطيات الثلاث الخلق، فليس التعبير «لولا خَلْقُكَ لما خلقتُ الأفلاك ولولا عليّ لما كنتَ ولولا خلقُ فاطمة لما خلقتكما» والمغزى في أسلوب هذا الحديث المثير للوهم، هو التنبيه على مقامات فاطمة عليهاالسلام وأنّها تلو النبيّ صلىاللهعليهوآله والوصيّ عليهما صلوات اللّه دون سائر الأنبياء والمرسلين، كما تقدّم يضاحه فيما سبق.
فالمحصّل: إنّ أول المخلوقات نور النبيّ صلىاللهعليهوآله ثم نور عليّ عليهالسلام ثم نور فاطمة عليهاالسلام ثم بقية الأنوار ثم بقية عوالم ونشآت الخلقة
__________________
(١) يس/ ٨٢ ـ ٨٣.