فأمومتها له صلىاللهعليهوآله تعني أنّ هناك علاقة ارتباط وثيق على مستوى الحجّية، فإنّ في أمومتها للنبيّ صلىاللهعليهوآله تنطوي ـ مضافاً إلى مهمّة رعايتها له له صلىاللهعليهوآله والقيام بشؤونه ـ جنبة إشراف ورعاية لدعوته وتصديقه، كإشراف مريم عليهاالسلام لنبيّ الله عيسى ورعايتها له فضلاً عن رعايتها لدعوته والقيام ببعض شؤون رسالته.
فكما أنّ الرسالة العيسوية قد اعتمدت نشوءاً وبقاءً على مقام السيّدة مريم من بدء الحمل، فإنّ فاطمة عليهاالسلام حيث أنّها تحتلّ مقام الحجّية ـ المشار إليها سابقاً ـ فيُعطي وقفتُها عليهاالسلام بُعداً آخر في تأييد النبيّ صلىاللهعليهوآله وتصديقه بدعوته؛ إذ اقترانها معه بآية التطهير ومشاركتها له بآية المباهلة وبيان مقامها في سورة الدهر من كونها من المقرّبين الذين يفيضون على الأبرار ويتزوّدون من عين السلسبيل وهي عين رسول الله صلىاللهعليهوآله؛ كلّ ذلك يؤكّد أنّ أمومتها ـ إستناداً إلى حجّيتها ـ ستكون رعايةً إشراف وحجّية للدين، وبهذا فكم فرق بين الأمومة للنبيّ صلىاللهعليهوآله والأمومة للمؤمنين.
ويحتمل معنى أمومتها للنبيّ صلىاللهعليهوآله ما تقدّم في المقام السابق من كون وجودها النوري أصل لوجوده البدني، لأنّ الأمّ في اللغة تستعمل بمعنى الأصل، نظير ما ورد أنّ المؤمن أبوه النور وأمّه الرحمة.